أخبار الموقع

التعبيرية التجريدية المجال الملون فخاريات حلف من بلاد الرافدين د. محمد العبيدي

إناء من الفخار ، مصبوغ ببرقشة هندسية رائعة من صناعة حلف في بلاد الرافدين  منتصف الألف الخامس  قبل الميلاد، وجد في الاربجية .  (( كنوز المتحف العراقي ، فرج بصمة جي))





  هذا العمل الفخاري كان بداية لاتجاه ، مرت عند الفنان الرافد يني القديم ليسبق بها تجارب (( مارك روثكو)) و(( غوتليب)) و(( نيومان)) انه الفنان الاول الذي يعتمد استطراد عامل الاختزال اللوني والبساطة في التكوينات الهندسية الحادة ، وإذا كان هؤلاء الرسامين جعلوا من فكرة الاختزال والبساطة في الرسم فان المقاربة الفكرية الذهنية، قد أزاحت الأفكار والمضمون للفخار اقديم ليجعل من التجريد مصبا يانعا للأفكار ذاتها ، وبالتالي لم تكن ظاهرة تكررت بل خصوصية ملموسة  وجد  بها الفنان الفخار في حلف ، بدليل لم تكن هناك متغيرات في الصناعات الفخارية والمتغيرات حصلت في الأدوار الأخرى في العبيد والعبيد النموذجي وسامراء .

  هذه الألوان التي فرضها الفنان الرافد يني الفخار وبتلك المساحة التجريدية الساكنة وبالرغم من هندسية التشكيل المعلن هي التي أخذت الاتجاه الثاني في التعبيرية التجريدية ، لأنها حملت خواص أبعدت الشكل الهندسي عن حيوية الانفعال ليصبح اللون البرتقالي هو المهم ، مثلما كانت الألوان في لوحات مرت عبر الرسم الحديث، هذا التوليد بالعلاقات اللونية ، حدد بروحية الشكل الهندسي ، ولكن القيم الروحية بقيت تراوح مع الألوان الأخرى المنشقة من اللون الأصفر وبالتالي سيطرت على إحساس المتلقي بصورة جمعت الشكل الهندسي مع اللون ، بالرغم من حدية الشكل الهندسي في الأداء ، لم يكن هناك تغير طرأ على فخاريات حلف في كل صناعاته ، ولم يكن هناك بطء في التفاعل مع المتلقي ، بل هناك توالد لمساحات لونية مفهومة ، بالرغم من انشغال فضاء العمل الذي يعلن عملية التواصل ، مع العمل الفخاري بإغراق البصر للألوان البرتقالية والصفراء، هذا النوع من الدخول في انغمار الإحساس بفواعل اللون هو الآخر شكل مساحة كبيرة من السطح ، لتكتل  قيمة اللون المكانية  التي شدت المتلقي ، ومن ثم تندمج في محيطه البيئي بالرغم من تحديد هندسية التشكيل التي تبحث على الدوام بالقيمة الحركية ، ولكن مساحة اللون البرتقالي هي الأخرى شدت التفاعل ،وبحثت  عن فهم حسي تأملي ، جاء بسبب انتظام كل المساحات اللونية وبحقول دائرية لأشكال نجمات ، تحيل هي الأخرى مفاهيم روحية كونية أخرجت المتلقي ، نحو دائرة القيم والرموز ، الكونية هذا التكرار بالرموز حددت المتلقي بالعمل الفخاري ، لان المحددات لاتحيل إلا القيم اللونية بالرغم من هندسية التشكيل وهذا العامل اوجد فهم خاص يعادل إحساس الفنان بأثر ضاغط أو على اقل تقدير القيم الفكرية المتمثلة بعملية الدوران التي أنشأت علاقات تواصل جديدة عبر تواصل مع المحيط ، فخار حلف أعطى نوع من الثبات واوجد صيغة للدواخل اللونية مع القيم الكونية التي انتابها الغموض عند الإنسان الرافد يني الأول ، وهذه الأعمال أنتجت نوع من الاستغراق بالقيم اللونية ، واتزان الشكل الهندسي هو الذي جعل المتلقي أن يحصل  على واقع ، مرئي يدرك بالية التحول وفق مفاهيم التعبيرية التجريدية بفخار حلف في مجالاته الملونة.

ليست هناك تعليقات