أخبار الموقع

حياة هديل لم تكتمل ..... احمد شلال

 الديوانية احمد شلال
 اسمي احمد كنت طالب في الاعدادية وحدث معي موقف في العطلة الصيفية عندما نجحت من الخامس العلمي الى السادس بدأ الموقف حين كنت ذاهبا اعمل في منطقة ريفية في صناعة الفخار وكنت اسكن عند بيت عمي وبينما كنت هناك تعرفت الى بعض الصحبة الذين يرافقوني في العمل ومنذ اليوم الاول كانت هناك فتاة تكبرني سنا تنظر الي في بادئ الامر قلت في نفسي انا مخطئ انها لا تنظر الي وحين تاكدت وجدتها فعلا تنظر الي عند الصباح عندما اذهب الى العمل اراها واقفة في حديقة امام منزلها تنظر الي وكذلك الامر عندما اعود لكن في المقابل هي لا ترتدي حجاب او عباءة وبالرغم من جمالها رأيت الشباب الذين اذهب معهم الى العمل لا ينظرون اليها ابدا . مر اسبوع وانا على هذه الحال قررت ان اسأل عنها سألت شابا يدعى ماهر قلت له من هذه قال فتاة مجنونة تدعى هديل لا تهتم قال هذا فقط وفي اليوم التالي عند الذهاب للعمل رايتها ايضا واقفة تنظر في وجهي وكانها تريد ان تقول شيئا اما انا فاحسست انها اكثر فتاة عاقلة رأيتها في حياتي فبالرغم من كونها سافرة بدون حجاب ولا عباءة الا ان وقفتها وعيونها لا تدل ابدا على انها مجنونه . قررت عندما اعود من العمل اقف في الحديقة التي امام منزلهم لأرى ماذا سوف تفعل ولماذا تنظر لي.. ماذا تريد وفعلا عندما عدت وقفت في الحديقة التي امام المنزل دخلت هي الى البيت ثم انتبهت لها تنظر لي من فوق الجدار وهي مبتسمة ابتسامة غريبة ليست مخيفة لكن رأيتها كطفل رضيع عندما يبتسم بدون سبب. ذهبت بعدها الى بيت عمي وبعد قليل طرق الباب قالت لي عمتي ان كمال جارهم يريد ان يكلمني لا اعرف من كمال وماذا يريد ذهبت اليه وبعد السلام قال انه الاخ الاكبر والوحيد لهديل شعرت بالخوف اول مرة ضننت انه سيضربني لانني حاولت الحديث مع اخته قبل قليل لكن المفاجئة انه قال لي ( هل تستطيع ان تساعد اختي وهي بأشد الحاجة للمساعدة ) . قلت له ما الامر قال هي ليست اختي هي بنت خالي تسكن في شمال العراق تخرجت من الجامعة قبل سنتين وقد حصلت على شهادة بكلوريوس في التربيه الانكليزية وهي الاولى على دفعتها وذكية جدا وما حصل لها بسبب ان والدها ضابط في الجيش وفي يوم من الايام هجمت عصابة على بيتهم وقتلت كل افراد الاسرة سمعنا الخبر وعندما ذهبنا الى بيتهم وجدنا ثلاث جثث امها وابوها واختها الصغرى اما هي فلم نجدها بحثنا في كل مكان وبعد بحث دام لسنه كامله وجدها احد اقاربنا في بغداد وهي فاقدة للذاكرة اخذناها الى الطبيب لم تصب باي اذى لكن بالمقابل لم نفهم ماذا جرى لها هديل الذكية والنشطة والرائعة والتي تهتم بكل من حولها اصبحت الان تحتاج الى من يهتم بها بشكل لا يوصف فهي تحتاج حتى الى من يمشط شعرها ويساعدها الى الاستحمام وما الى ذلك ولم تعد تهتم بأي شئ حاول الطبيب النفساني ان يجد اي شئ تهتم به لينطلق منه كي تستعيد وعيها ولكن عبثا نحاول الى ان رأتك انت اصبحت تنهض صباحا مبكرا تقف في الحديقة لكي تراك وتبقى في مكانها تنتظر الى ان تعود بلغنا الطبيب قال هذا جيد يمكن ان يساعدنا بشكل كبير .. جاء الطبيب واسمه حسين قال تستطيع ان تساعدها وفق ما اقول لك قلت له حسنا قال ابدأ اولا بالحيث معها واصبر عليها حاول كثيرا وبعد يومين من المحاولات لم يكن هناك اي تغيير بمجرد ان احاول التكلم معها تهرب وتنظر الي من بعيد وهي تبتسم عادتا في اليوم الثالث احسست بالضيق رايت ورقة وقلم وبادت ارسم عليها خربشات لا اكثر وفي هذه اللحظة رايتها تحاول ان تنظر الى الورقة ماذا افعل ابلغت الطبيب بذلك قال هذا جيد حاول ان تكتب وترسم وتحثها على ذلك جلبت اوراق واقلام ورسمت نخلة وكتبت اسمها باللغة العربية والانكليزية وتركت الورقة وابتعدت املا ان تاخذها لكنها نظرت الى الورقة فقط ولم تهتم كررت هذه العملية في المساء ولم تهتم ايضا في اليوم الثاني جلبت اقلام ملونة ورسمت النخلة (توجد نخلة في وسط الدار كنت ارسمها ) رسمت النخلة وكتبت اسمها بالعربي والانكليزي وتركت الاقلام وذهبت وهنا كانت اول مرة اشعر بسعادة كبيرة عندما رأيتها امسكت الورقة والقلم وحاولت تقليد الرسمة ابلغت الطبيب وقال احسنت عمل رائع استمر كررنا هذا اعمل اربعة ايام وفي اليوم الرابع عندما كنت ارسم جائت الي اخذت الورقة والقلم من يدي ثم جلست بجاني وبدات بالرسم اخذت ورقة اخرى ورسمنا معا وبعد مرور اسبوع قال الطبيب لا تجلب ورقة وقلم بل اعطها لأهلها يضعوها داخل البيت وطلب منها ان تجلب الورقة والقلم فعلت ذلك وطلبت منها ان تجلب الورقة والقلم لكن لم تفعل فأخذتها معي الى الداخل ومسكت الورقة والقلم ووضعتهم في يدها وقلت لها هيا بنا وفي اليوم التالي ما ان وصلت وقلت لها اريد ورقة وقلم ذهبت هي وحدها وجلبت الورقة القلم وبدأنا برسم نفس النخلة استمر الوضع على هذا الحال لأكثر من شهر وهي تتحسن يوم بعد يوم حسب توجيهات الطبيب حاولنا رسم الاشجار وزهور وقد تمكنت من ذلك ثم حاولنا كتابة كلمات وهي تنقلها وقد تمكنت ايضا من نقلها كصروة وليست كلمة والعائق الاكبر انها لا تتكلم ابدا ثم بدأت المحاولات بان تضع حجاب على راسها ثم انتقلت الواجبات الى خالتها وبنت خالها وزوجة ابن خالها ان يبدئ كل منهم ان يحاول ان يجعلوها تقلدهم في اعمالهم في البيت وفي تصرفاتهم وملابسهم وطعامهم وسلوكهم وكل شي وقد كانت نتائج جيدة فقد بدأت تتحسن فعلا انتهت العطلة الصيفية وبدأت المدرسة يجب علي ان اعود لبيت اهلي لاكمال الدراسة وانا الان طالب في السادس العلمي وهذه مرحله مهمة في حياتي خشيت عليها كثيرا خشيت ان اذهب وتكون النتائج سيئة وتذهب جهودنا سدا في محاولة مساعدتها لكن الطبيب وضع برنامج لكل واحد منا بحيث استطيع الذهاب الى المدرسة واكون معها كل يوم خميس وجمعة دون ان يؤثر عليها كانت النتائج جيدة فبعد ثلاث شهور من الان هديل تستطيع الاهتمام بنفسها في بعض الامور مثلا انها ترتدي حجاب لا تخرج الى الشارع ولا حتى في باب البيت هي تمشط شعرها دون مساعدة لكنها ما زالت لا تتذكر شيئا ولا تتكلم ايضا كل هذه المحاولات منذ البداية مع علا

ليست هناك تعليقات